السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساندي وسر الأبتسامة
أقبل الليل بنسماته الحالمة .. وهدوئه المعهود فعبر مارا بطرقات المدينة الجميلة كانت البيوت متقاربة رغم كبر هذه المدينة . كانت متراصة وكأنها إخوة قد أخذت العهد على نفسها باألاتفترق
في كل بيت تسكن فيها . أجساد وأسرار وخفايا .. في تلكـ اللحظات الهادئة التي كانت تسكن تلكـ المدينة إذا بصوت لأمراهـ تصرخ من إحدى هذه البيوت وفجأة إشتعلت الأضواء وكثر الأزدحام أمام ذلكـ المنزل وفجأة إذا بسيارة الأسعاف تصل إلى ذلك البيت نعم إنها حالة ولادة لتلك السيدة . أتي الأب يركض فرحا وبريق الفرح في عينيه وتتساقط دموع الفرح بقدوم تلك المولودة التى لطالما إنتظرها عشرات السنين ساندي هي آخر القطاف الذي أثمر بعد لقاء اثنين تعاهدا على الاخلاص وبدلا الكثير لحياة مطمئنة ملئها الصبر وإحتساب الأجر عند خالق لاينسى خلقه وأتت ساندي الى الدنيا وأول يد حملتها هي والدتها التى لا تكاد تصدق أنها أصبحت اما بعد ما تجرعت مرارة الحرمان .. كانت ساندي فتاة ارتسمت الأبتسامة على وجهها منذ أول دقيقة في عمرها ولكن ......
لم تمهلها الأيام لتذووق حلاوتها .. فقد حل قضاء الله وانتقل والدها ووالدتها الى دار الخلود فقد رحلا في حادث مروري مفاجئ
بعدها أخذتها خالتها حتى ترعاها فهي لم تكن متزوجة .. فاعتبرتها بنتا لها وكانت تطعمها أحلى الأطعمة وتلبسها أجمل الثياب حتى كان البعض يغار منها هي وسر تلكـ الابتسامة التى لاتفارق ثنايا وجهها .. بدأت ساندي تكبر وتكبر حتي أصبح عمرها 5 سنوات التحقت ساندي باحدى الروضات حتى تبدأ التعلم على القراءة والكتابات . كانت ساندي فتاة ذكية منعمة بالحيوية والنشاط تحب اللعب والمرح ولا يعرف الحزن طريقا الى قلبها رغم فقدها لوالديها .. فهي طفلة ليست كباقي الأطفال . دخلت ساندي اول مراحل حياتها وهي المرحلة الأبتدائية فهذ1 عالم غريب بالنسبة لها .. بدات ساندي تتأقلم مع الحياة الجديدة فكانت كلما ينظر اليها أحد تتبسم في وجهه . وكانت تحب القراءة والكتابة كثيرا . أحست خالتها أنها ستبدع في هذا المجال وبدأت خالتها تجلب لها الكتب لكي تقرأقها وتتعلم فزاد شغف القراءة لديها وازداد حبها للكتابة ..
كبرت ساندي وأصبحت فتاة جميلة فقد كان يزين وجهها سر تلك الابتسامة ذات يوم كانت جالسة تحت ضوء القمر فأمسكت قلما واخذت تسبح في عالمها الخاص وبدات تكتب فقد وضعت من أجمل الخواطر المختومة بصدق وحساسية ....
تفجأت ساندي بما قدمتهـ وبما أنجزته ففرحت فرحا كثيرا وذهبت مسرعة الى خالتها لتريها ماذا أنجزت . عندما قرأت خالتها سالت الدموع رغما عنها قبلت ساندي ..
فساندي انسلنة يملأ قلبها نقاوة الاحساس وصفاء الذهن رغم جروحها التي كانت تداويها بتلك الأبتسامة قبلت ساندي خالتها وكأنها حست لحظة الفراق قد حانت فهي تعلم ان للأنسان دمعتان دمعة عند اللقاء ودمعة عند الفراق فلا بد للفراق ان يأتي .
صعدت ساندي الى غرفتها تلك الآهات والزفرات من قلبها الصغير سمعت خالتها ذلك الصوت الغريب ركضت مسرعة نحو غرفة ساندي واذا بساندي قد فارقت الحياة وهي لم تكمل عشرين ربيعا نعم رحلت وابتسامة تعلو ثنايا وجهها البرئ ..